المخرج يسوق الجنوب صوب فتنة داخلية

يمنات

فتحي بن لزرق

“الجنوبيين”ضحية لواقع اسود تم تشكيله عقب الحرب حيث ذهب كل قائد إلى الاستيلاء على معسكر من معسكرات الجيش والأمن وبدأ عملية حشد غالبية عظمى من أبناء منطقته .

وهكذا تشكلت الوحدات الأمنية والعسكرية وهذه حقيقة لايمكن لأي عاقل ان ينفيها أو ينكر “وجودها”.

وقلنا فيما سبق ان كل هذه الخطوات وهذه الإستراتيجية لا تشكل ولا تؤسس إلا لبذور حرب “أهلية” لن تبقى ولن تذر .

لذلك فالحل الحقيقي هو إعادة تشكيل هذه القوات العسكرية المنتشرة في عموم محافظات الجنوب وفي كل المناطق وفق إطار وطني حقيقي .

القضية ليست قضية ستة ألف عسكري من الضالع وحدها ، القضية ايضا أبينية وشبوانية وحضرمية والقائمة تطول .
قلنا فيما سبق ان الجنوبيين ككل ضحايا لمخطط اسود لكن البعض أخذته الحمية حينما استعرضنا جزء من مأساة نعيشها جميعا .

استطيع ان أقول مثلا ان قوام اللواء 115 و111 في أبين اليوم جلها من أبين واستطيع ان اقول محور شبوة في عتق جل أفراده من شبوة واستطيع ان أقول نخبة حضرموت كلها حضرمية .

هل سيشتمني أبناء هذه المناطق وسيقولون عني إنني من “موزمبيق” مثلا..؟.. بالتأكيد لا وتابعوا التعليقات على هذا المنشور .

لماذا إدراكهم العميق بحجم المأساة سيمنعهم عن ذلك..؟
هل الضالع وحدها من قدمت 6000 ألف مجند من منطقة واحدة ؟
بالتأكيد لا فقد سبقوهم الحضارم وأصحاب شبوة وأبين وحتى أصحاب يافع وهلم جرا.
هل مايحدث سيء وبشع ؟
بالتأكيد سيء وبشع ومخيف ..
هل أصحاب الضالع “مذنبون” في الأمر..؟
بالتأكيد .. لا هم ضحايا ضمن طابور ضحايا جنوبي طويل..
ما الحل إذا..؟

الحل هو ان يتفق الجنوبيون اولا بان تشكيل المعسكرات وقوات الجيش والأمن بهذه الطريقة يحمل بذور فنائهم قبل أي احد أخر .

وان يتفقوا ان يقولوا (لا) ولا كبيرة للمخرج الذي يسوقهم اليوم صوب فتنة داخلية، وان يسعى الجميع وان يضغط وبقوة لأجل إعادة ترتيب كافة المعسكرات وغربلتها وإحداث تنقلات بين كافة الوحدات العسكرية.

الحل ان تشكل لجنة أمنية وأخرى عسكرية تسعى بقوة لأجل إنهاء حالة المحاصصة المناطقية هذه .
ان تكون لنا قوات أمنية وعسكرية خليط من كل شيء ولائها لله وللوطن فقط .
هنا فقط سنأمن على انفسنا من كل شيء وستطمأن قلوبنا .

من حائط الكاتب على الفيسبوك